نافذة على التراث – خطب ومواعظ بليغة في وصف الدنيا..


خطب ومواعظ بليغة في وصف الدنيا

عن شداد بن أوس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول أيها الناس إن الدنيا عرض حاضر، يأكل منها البر والفاجر، وإن الآخرة وعد صادق، يحكم فهيا ملك قادر، يحق الحق ويبطل الباطل. أيها الناس! كونوا أبناء الآخرة، ولا تكونوا أبناء الدنيا، فإن كل أم يتبعها ولدها. رواه الطبراني في الكبير.

وجاء في خطبة أبي بكر رضي الله عنه

: أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لأجل معلوم، فمن استطاع أن يقضي الأجل وهو في عمل الله تعالى فليفعل، ولن تنالوا ذلك إلا بالله عز وجل. إن قوماً جعلوا آجالهم لغيرهم فنهاكم أن تكونوا أمثالهم، ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، أين من تعرفون من إخوانكم؟ قدموا على ما قدموا في أيام سلفهم، وحلوا فيه بالشقوة أوالسعادة. أين الجبارون الأولون الذين بنوا المدائنوحفوها بالحوائط؟ قد صاروا تحت الصخر والآبار. هذا كتاب الله عز وجل لا تفنى عجائبه فاستضيئوا منه ليوم الظلمة، واتضحوا بشأنه وبيانه. إن الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته فقال: “كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين”. لا خير في قول لا يراد به وجه الله، ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله، ولا خير فيمن لا يغلب حلمه جهله، ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم. رواه الطبراني في الكبير

وعن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول إذا قعد: إنكم في ممر الليل والنهار في آجال منقوضة، وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، فمن زرع خيراً يوشك أن يحصد رغبة، ومن زرع شراً يوشك أن يحصد ندامة، ولكل زارع ما زرع. ولا يسبق بطيء بحظه، ولا يدرك حريص بحرصه، ما لم يُقدّر له؛ فمن أعطي خيراً فالله أعطاه، ومن وقي شراً فالله وقاه. المتقون سادة، والفقهاء قادة، ومجالسهم زيادة.

> مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي

من حكم الفرس القديمة

عن أبي عبيدة قال: وجد في حكمة فارس: إني وجدت الكرماء والعقلاء يبتغون إلى كل صلة ومعروف سبباً، ورأيت المودّة بين الصالحين سريعاً اتصالها، بطيئاً انقطاعها، ككوب الذهب سريع الإعادة إن أصابه ثلم أو كسر؛ ورأيت المودة بين الأشرار بطيئاً اتصالها، سريعاً انقطاعها، ككوب الفخّار، إن أصابه ثلم أو كسر فلا إعادة له.

> الأمالي  للقالي

وصـيـة

قال بعض الحكماء لابنه: يا بني، اقبل وصيتي وعهدي، إن سرعة ائتلاف قلوب الأبرار، كسرعة اختلاط قطر المطر بماء الأنهار؛ وبعد قلوب الفجار من الائتلاف، كبعد البهائم من التعاطف وإن طال اعتلافها على أرى واحد. كن يابني بصالح الوزراء أغنى منك بكثرة عدتهم، فإن اللؤلؤة خفيف محملها كثير ثمنها، والحجر فادح حمله قليل غناؤه.

فضائل التعليم

من الآثار في هذا الباب قول عمر رضي الله عنه

: من حدث حديثاً فعمل به فله مثل أجر من عمل ذلك العمل.

وقـــال ابن عباس رضي الله عنه

: معلـم النـــاس الخير يستغفر له كـــل شيء حتى الحوت في البحر.

وقال بعض العلماء: العالم يدخل فيما بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل.

وروي أن سفيان الثوري رحمه الله قدم عسقلان فمكث لا يسأله إنسان، فقال: اكروا لي لأخرج من هذا البلد، هذا بلد يموت فيه العلم. وإنما قال ذلك حرصاً على فضيلة التعليم واستبقاء العلم به.

وقال بعضهم: العلماء سرج الأزمنة، كل واحد مصباح زمانه يستضيء به أهل عصره.

وقال الحسن رحمه الله: لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم: أي أنهم بالتعليم يخرجون الناس من حد البهيمية إلى حد الإنسانية.

وقال عكرمة: إن لهذا العلم ثمناً. قيل وما هو؟ قال: أن تضعه فيمن يحسن حمله ولا يضيعه.

وقال يحيى بن معاذ: العلماء أرحم بأمة محمد صلى الله عليه وسلم

من آبائهم وأمهاتهم. قيل: وكيف ذلك؟ قاللأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا وهم يحفظونهم من نار الآخرة.

وقيل: أول العلم الصمت ثم الاستماع ثم الحفظ ثم العمل ثم نشره.

> إحياء علوم الدين  للغزالي

وصية أبي بكر لعمر  رضي الله عنهما

عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، قال: لما حضر أبا بكر الموت دعا عمر رضي الله تعالى عنهما فقال له: اتق الله يا عمر، واعلم أن لله عز وجل عملاً بالنهار لا يقبله بالليل وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار، وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الحق غداً أن يكون ثقيلاً، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الباطل غداً أن يكون خفيفاً، وإن الله تعالى ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم وتجاوز عن سيئاتهم، فإذاذكرتهم قلت إني لأخاف أن لا ألحق بهم، وإن الله تعالى ذكر أهل النار فذكرهم بأسوأ أعمالهم ورد عليهم أحسنه، فإذا ذكرتهم قلت إني لأرجو أن لا أكون مع هؤلاء، ليكون العبد راغباً راهباً لا يتمنى على الله، ولا يقنط من رحمته عز وجل، فإن أنت حفظت فلا يكن أحب إليك من الموت- وهو آتيك- وإن أنت ضيعت وصيتي فلا يكن غائب أبغض إليك من الموت- ولست بمعجزة.

> حلية الأولياء الأصفهاني

> إعداد  : الدكتور عبد الرحيم الرحموني

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>