كلمات مضيئة للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله تعالى


منهج فريد في البحث العلمي

ما فتئت، والحمد لله، مذ فتح الله عقلي على ميدان البحث العلمي؛ لا أنصت إلا إلى الدليل، ولا ألتفت إلا إلى ما قامت عليه الحجة العلمية القاطعة، أو الراجحة. لا يمنعني حق يبدو لي غدا، في بحث جديد أكتبه أو يكتبه غيري؛ أن أنقض أصنام الباطل مما دبجت بنفسي، وصنفت بيدي! لكن؛ متى كان الذي قد بدا من هذا (الجديد) راجحا بدليله الظاهر أو القاطع، لا بوهم تخيله النفس، وتزينه العاطفة، من أن هذا الكلام قد قاله (فلان) وما أدراك ما (فلان)! لأنا نقول: لقد آمنا – مذ آمنا بهذا الدين – أن كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.

> البيان الدعوي ص6

العـالـم الـحـق

“إن العالم إذا تجرد عن أهوائه تجردا كاملا، وانخرط في مسيرة العلم -بمفهومه الصحيح- انخراطا شاملا كان عالما بالله حقا، وأشرق عليه نور الولاية صدقا وصار محلا للاقتداء في قوله وفعله وإقراره بما نال من سر الربانية وبما قام في الأمة من مقام النبوة خلافة في التربية وإمامة في الدين”

> مفهوم العالمية ص44

مـا الفـقـه؟

“إنما الفقه القدرة المنهجية على استنباط الحكم الشرعي، بقواعده وضوابطه الاستدلالية فهما وتنزيلا، وإلا فلا فقه، وهذا لن يتأتى إلا بمعالجة النصوص الشرعية من آيات الأحكام وأحاديثها، والنظر في النوازل الفقهية وأحوالها، ومعرفة مذاهب الفقهاء المجتهدين، ما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه، وأسباب هذا وذاك، من الأدلة والفهوم ومعرفة قواعد النظر الفقهي مما استنبطه الفقهاء عبر التاريخ”.

> مفهوم العالمية ص62

قيمة النقد ووظيفته

إن النقد هو أول الخطوات لتبين الطريق السليم للفهم السليم والعمل السليم… ومن هنا كان الحفاظ على حاسة النقد -بمعناها الديني- في المجتمع المسلم واجبا شرعيا، وضرورة اجتماعية بكل المقاييس.

> الفجور السياسي ص16 و62

مـا التدين؟ ومـا غايته؟ وما علاقته بالدين؟

إن التدين هو الغاية الأولى من الدين، والقصد الأصيل من الخلق، وهذا معنى كلي استقرائي قطعي من النصوص الشرعية. والمقصود من بالتدين هو إقامة الدين على مستوى الفردي والجماعي أي على مستوى علاقة الإنسان بره وعلاقته بأخيه الإنسان. …وضياع الدين إنما يكون بضياع التدين.

> الفجور السياسي ص21 و27

ألا يكفي في التربية منهج القرآن ومجالس القرآن؟! – كفى بالقرآن منهجا لمن كان على نور من ربه.

> مجالس القرآن ص14 -

مجالس القرآن

منهج تربوي أسسه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وانخرط فيه أصحابه عليم رضوان الله واستمروا به بعد موته الله صلى الله عليه وسلم مدرسة تخرج أفواج التابعين! ولم يزل بعد ذلك أفواج نموذجا مقصودا -عبر التاريخ- للعلماء العاملين، وللمجددين الربانيين!

> مجالس القرآن ص15

- القرآن إذا فُعل في المجتمع صار محركا يشتغل بنفسه! ومعملا مبرمجا من عند الله يشتغل بصورة تلقائية لتخريج الأجيال وصناعة الأنفس على عين الله ووحيه!

> مجالس القرآن ص16

لـماذا يركز المشروع التفسيقي السياسي في المجتمع على المرأة؟

المرأة هي المحور الأول والأساس الذي يقوم عليه المشروع التفسيقي السياسي بكل اتجاهاته! وفي هذه القضية بالضبط تلتقي هذه الاتجاهات كلها مع المشروع الصهيوني!

> الفجور السياسي ص53

الأسـرة وأثرها فـي الـمجتمع

الأسرة هي المحضن الوحيد للتدين عندما تفسد، تفسد كل المحاضن الاجتماعية، أو تستحيل بفعل استعماري، أو طغيان علمان، أو أي سبب من الأسباب. إن الأسرة هي المقر الأمين الوحيد لاستمرار التدين في الناس، ومن هنا كان هدمها هدم آخر معاقل الدين في المجتمع!

> الفجور السياسي ص54

العـلـم والإمـامـة

كان الصحابة يرون العلم شرطا في الإمامة السياسية والتربوية على السواء.

> التوحيد والوساطة 1/115

العـلـم والـعـمـل

إن العلم هو الطريق الصحيح للعمل.

> التوحيد والوساطة 1/110

مـن هو الـمربي الحـق إن المربي؟

هو الذي يقوم بتنمية الفرد وترقيته في مراتب التدين، والتشكيل البنيوي لشخصيته، على أساس التجرد والاستقلال.

> التوحيد والوساطة 1/58

لا قوة تأثيرية أعظم من قوة القرآن

إن للقرآن الكريم من حيث هو معان، ومن حيث هو عبارات معا، قوة تأثيرية لا يمكن أن توجد في كتب الناس وأفكارهم وتذوقاتهم ومواعظهم، فهو وحده المتعبد بتلاوته حرفا حرفا.

> التوحيد والوساطة 1/46-47

كفاية القرآن في الإصلاح وعلاج أمراض النفوس والمجتمعات

- ليس أقدر من كتاب الله تعالى على بناء الأنفس والمجتمعات على الفطرة، أو إعادة بنائها على وازنها أو ترميمها إذا كان حصل فيها انحراف أو ضلال !

> مجالس القرآن ص18

- عجبا لمن يطلب العلاج النفسي والحل الاجتماعي في أقصى الدنيا وأبعد الحدود وهذا الشفاء الرباني أقرب إليه من حبل الوريد! القرآن!

> مجالس القرآن ص19

أثـر منهج التدبر فـي التخلق بأخـلاق القـرآن

الحقائق الإيمانية والحكم القرآنية لا تصطبغ بها النفس إلا عند التدبر والتفكر! وذلك هو معنى التخلق بأخلاق القرآن حيث تصبح تلك الحقائق وتلك الحكم خلقا طبيعيا للمسلم.

> مجالس القرآن ص47

الوظيفة الجوهرية للعمل الدعوي

- إن الوظيفة الجوهرية للعمل الدعوي هي تنمية قابلية التدين لدى الإنسان على قابليته للفساد.

- إن الانهماك الجاد والمستمر في تنمية التدين بالمجتمع من خلال التدين نفسه -أصوله وفروعه- هو الكفيل بالقصد الأول ببناء الشخصية الدينية للمجتمع وتحصينه بعد ذلك من كل محاولات الهدم والتخريب المحلية والخارجية! إن المجتمع المتدين له -بالإضافة تدينه- إيجابيتان من الناحية الدعوية:

- الأولى أنه يستوعب الحركة الإسلامية وتستوعبه فيتداخلان ويتبنى طروحاتها التغييرية فلا تعاني الحركة من أي حصار اجتماعي ما لم تضربه على نفسها بنفسها!

- والثانية : أنه يلفظ كل شخص، أو حزب، أو حكومة، تعمد إلى مس مقدساته الدينية بسوء! إنه حينئذ كالجسم القوي المناعة يلفظ الجرثوم ويرفضه بصورة تلقائية دون حاجة إلى جرعات الدواء.

> الفجور السياسي ص73- 74

قضايا تجديد الدين

- “إن أصول تجديد الدين الذي هو غاية كل مشروع إسلامي من حيث هو مشروع (اجتماعي) -بالمعنى الشمولي للكلمة- قائمة أساسا على القضايا الثلاث المفصلة قبل:

أ – تحرير مفهوم (الدعوة إلى الله) مما شابه من دسائس شركية خفية، وإخلاص الوجهة فيه إلى الله. ومخاطبة الوجدان الوجودي لدى الإنسان بذلك. كما هو الشأن في الخطاب الدعوي القرآني.

ب – تجديد الوعي برسالية القرآن الكريم كخطاب إلهي لكل الناس بشكل فردي وجماعي.

ج – احترام مراتب الأولويات في المنهاج الدعوي كما هي مرتبة في التشريع الإسلامي، وذلك بطلب القرآن قبل السلطان. والعمل للدين قبل الدولة. وعدم الافتتان بالوسائل عن الغايات”.

> البيان الدعوي ص 169

غاية الوحدة في العمل الدعوي

الأساس من كل عمل وحدوي، هو توحيد التصورات، فيما يتعلق بفهم الدين والتدين، وفهم الواقع وتفسيره، للوصول إلى وحدة لا تلغي الاختلاف الطبيعي الفروعي، فيما يتعلق بمجال التنزيل، للعمل الدعوي الإسلامي.

> التوحيد والوساطة ج2الخاتمة

حـاجـة الأمـة للعلمـاء

إننا أيها السادة الكرام، في حاجة ماسة إلى صناعة جيل من الرواحل، جيل من الأقوياء الأمناء، لمواجهة التحديات العالمية، التي تحاصر حركة الوعي الإسلامي الحديث، في كل مكان، وتحول بينها وبين مقاصدها العظيمة، وتربك مشروعها، لإعادة تشكيل العقل الإسلامي المعاصر! وإنها لعمري صناعة، لا تتم إلا بتكوين المسلم القرآني، الذي يستمد صفاته، ومواصفاته، من صفات الأنبياء، ومواصفاتهم، وخصائص الأولياء، وربانيتهم، كما وردت بذلك نصوص القرآن والسنة الصحيحة أساساً. وهو أمر لا يتم إلا بوضع التصورات التربوية، بناء على هذا القصد، وانطلاقاً من هذا الأساس، وإخراج البرامج العملية لذلك، نصوصاً قرآنية وحديثية، وإعادة قراءة السيرة النبوية كنموذج تطبيقي، لاكتشاف سنن التربية العملية، والمعالجة التفصيلية للنفوس، والأشخاص، ثم المعالجة الكلية للظروف والمواقف، والمراحل، ولا علينا بعد ذلك إذا اختلفنا في الانتخاب، والاستخراج، إذا انضبط لنا التصور الكلي، والمنهج العام للتربية.. ثم لا علينا بعد ذلك، إن استفدنا من عقل الفقيه، أو مواجد الصوفي، أو تعليلات المفكر والسياسي، ما دام النص هو الحَكم التُرضى حكومته بيننا جميعاً.

> التوحيد والوساطة ج2 الخاتمة

دعوة إلى الرجوع إلى القرآن والسنة للاستمداد منهما

فإلى القرآن والسنة أحبتنا الكرام، نستمد منهما تصوراتنا، ومناهجنا، وبرامجنا، في التربية، والتكوين، والإعداد والتوجيه، والترشيد، عسى أن يبارك الله خطواتنا، فتثمر بإذنه عز وجل ما نرجوه من خير لهذه الأمة، الممزقة مرتين! مرة بيد المفسدين، وأخرى بيد المصلحين، مع الأسف الشديد! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! > التوحيد والوساطة ج2 الخاتمة

مــا العـمــران؟

“العمران هو بناء الإنسان بما هو عقيدة وثقافة، وبما هو حضارة وتاريخ، وبما هو فكر ووجدان، وبما هو نفس ونسيج اجتماعي. وكما يكون فكر الإنسان وتصوره للحياة، تكون عمارته المادية، فالمادة تبع للفكر، وكما كانت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم تقوم على نظام أولويات فكذلك كل بعثة تجديدية يجب أن تقوم على ذلك النظام من الأولويات بلا حرفية ولا ظاهرية وإنما بمنهجية مقاصدية، حفاظا على سر الإرث النبوي، وطلبا للصواب في المنهج ورغبة في استجابة النتائج بإذن الله ودور الجيل الجديد اليوم هو تجديد ذلك العمران بدءأ بتجديد الإنسان ككل، حتى تجديد السلطان كمفهوم. والإنسان هو أهم عناصر العمران، وأول مرتكزاته، فهو الذي يعطي للبناء معناه العمراني. وقصده الكامن فيه هو الذي يجعله مسجدا أو خمارة!… والعمران القرآني له قضايا رئيسية في بناء النفس والمجتمع، إليها تستند هندسته، وعليها يقوم بناؤه. فهي التي كانت تمثل اللبنات الكبرى في بناء البعثة المحمدية وعمارتها، عليها كانت تدور أولوياته التي نحسب أنها ثابتة لا تتغير بمصر، ولا تتبدل بعصر، وهي التوحيد بما هو إخلاص، والعبادة بما هو شعائر، والمجتمع بما هو علاقات ومؤسسات، ثم علم الدين بما هو إطار للتجديد والاستمرار”

> الفطرية 209- 210

الـمنهـج القــرآنـي منهـج تـربوي عمـراني

إن المنهج القرآني منهج تربوي عمراني، يَعْمُرُ حياة الإنسان بصناعة الوجدان، وببناء النسيج الاجتماعي؛ بناء تربويا تعبديا. فتمتد الحياة الإيمانية بصورة تلقائية -إذا أُحْكِمَ المنهج بقواعده- إلى كل المجالات، بما في ذلك المجال السياسي. الأَوْلَى فالأَوْلَى. تماما كما تسري الروح في كل خلايا الجسم، وكما يسري الماء في كل أغصان الشجرة، انطلاقا من الجذور إلى جذعها، ثم إلى سائر أفنانها ووريقاتها.

> البيان الدعوي ص10

إعداد : د. الطيب الوزاني

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>