فطرة الله التي فطر الناس عليها


الضلال الغربي يمتد اللحظة قبالتنا تماماً، حيث تشيع الفاحشة وينتشر الفجور

وتصير اللواطة قانوناً مباحاً، والقوادة أسلوباً ضاغطاً لاستدراج قادة الأمم والشعوب إلى الشباك والفخاخ التي يعرف شياطين الأرض كيف يوقعونهم فيها وكيف يمسكون بهم من (قرونهم)، كما قالوا يوماً في (پروتوكولات حكماء صهيون).

والضلال يمتد قبالتنا حيث تمسك الصهيونية بتسعين في المائة من صناعة السينما والإعلان، وبنسبة غالبة من وسائل النشر والإعلام في أمريكا وأوروبا وكثير من دول العالم الأخرى.

ويظل المنطلق إلى هذا كله، نقطة البداية لهذا كله، هو الحجاب الذي بتحقّقه يقوم المجتمع النظيف المتوازن الجميل، وبانهياره يجيء الزهري والسفلس والايدز فيأكل الأخضر واليابس.. وحيث لا يأمن الزوج على زوجته ولا هذه على زوجها، ويتكاثر أولاد الحرام فلا تكاد تستوعبهم المحاضن والملاجىء.. وحيث يصير الفعل الجنسي المحرّم نزوة عابرة يتحتمّ إطفاؤها سريعاً كما يشرب الإنسان العطشان كأساً من الماء، فيما قالت به يوماً تنظيرات الماركسية البائدة في بدايات تشكل الاتحاد السوفياتي المنحلّ على يد العالم النفسي الماركسي المعروف (ولهلم رايخ)، وفيما دفع لينين نفسه بعد سنتين فحسب إلى أن ينهض محتجاً ويدعو ثانية إلى الاحتشام والتعفّف واحترام قوانين العائلة والاّ أصبح الجيل التالي من السوفيات من أولاد الحرام!

الحديث يطول، وما أرادت يوماً أن تفعله صحفية معروفة كأمينة السعيد بدعوتها الملحّة لإسقاط الحجاب وتدمير الضوابط الإسلامية، فزلّت الأقدام وانهارت المعايير وعّمت الفاحشة، ما كانت سوى محاولة مرسومة أو ساذجة لنقل المتاعب والشروخ التي تعاني منها المجتمعات الغربية إلى بيئتنا التي حصّنها الإسلام بالطهر والفضيلّة والعفاف، وحماها بمنظومة من الضوابط والمعايير، بحجة أنهم ما داموا قد تفوّقوا علينا حضارياً فان علينا، من أجل اللحاق بهم، أن نقلدّهم في كل شيء، حتى وهم يتعرّون، حتى وهم يغضّون الطرف عن خيانات الزوجة للزوج والزوج للزوجة، حتى وهم يلدون فلا يعرف أحد ان كان المولود من صلب الزوج نفسه أم من أصلاب الأصدقاء والمعجبين!

واليوم يجيء الردّ في بلاد الإسلام نفسها التي أريد لها أن تتمرّد على الحجاب.. وتتعرّى.. اليوم : في الشارع والجامعة والمؤسسة والبيت وأماكن الترفيه.. وفي كل مكان، يعود الحجاب لكي يفرض نفسه.. لكي يجابه كل الضغوط والتحديات وينهض قائماً متحدّياً هو الآخر، قديراً على مجابهة الفساد والعفن والتفكك والرذيلة التي تسرّبت كالسرطان في جسد المجتمعات المعاصرة، ولكي يقول للناس أن سنة الله سبحانه وتعاليم رسوله  هي القاعدة، وغيرها الاستثناء مهما امتدّ واتّسع، وانتعش وتكاثر.. وأنه لا تبديل لخلق الله.

بل إن تحدّيات الحجاب تتجاوز المدن والبيئات الإسلامية الى بلدان الغرب نفسه. فاليوم ـ على سبيل المثال ـ يثور جدل عنيف في فرنسا حول الظاهرة وتكتب عنها البحوث والمقالات، وتستعدى السلطة وأزلامها وإعلامها، ويتحرك يهود هذا الزمن لإشعال النار ووقف انتشار (الظاهرة) التي يعرفون جيداً أنه اذا قدّر لها النجاح فأنها ستكون ـ بالنسبة لهم على الأقلّ ـ بداية التراجع والانكماش والسقوط..

انه قانون التوافق مع فطرة لا الاصطراع معها، فهو إذن القاعدة مهما تراجع وانحسر، وغيره الاستثناء مهما تورّم وأنتشر وخيّل لامرأة كأمينة السعيد، وآلاف غيرها من الرجال والنساء، أنه آن الأوان لإزاحة الحجاب بإطلاق الحبل على الغارب، حيث يعود الإنسان لكي يتعرّى كرة أخرى.

إن الالف والاعتياد، قد يقتلان ـ أحياناً ـ عناصر الجدّة والدهشة والانبهار والجذب في الظواهر الكونية والاجتماعية، ولذا فاننا قد نجد الغربيين وهو يعاينون الحياة الإسلامية من الخارج ويتعاملون مع ابجدياتها السلوكية والاجتماعية ـ ابتداء ـ يبهرهم الحجاب، تدهشهم قدرته الحيوية الفائقة على حماية المجتمع من التفكك والرذيلة والفساد الذي غرقوا فيه هناك حتى شحمة أذنهم.. تأسرهم الحياة العائلية العفّة الآمنة المطمئنة التي يصنعها الحجاب والتي فقدوها هناك.. وقد يكون هذا ـ بالذات ـ سبباً لانتمائهم إلى هذا الدين، أو تقييمهم لمعطياته بخصوص المرأة في أقل تقدير.

نقرأ هذا مثلاً في كتاب كوستاف لوبون (حضارة العرب) الذي يغطيّ ما كان يحدث في اخريات القرن التاسع عشر، كما نقرأ ـ على سبيل المثال فحسب ـ في كتاب (رجال ونساء أسلموا) ذي الأجزاء العشرة التي حرّرها (عرفات كامل العشيّ) والتقى فيها مع عشرات من الرجال والنساء الذين أسلموا عبر العقود الأخيرة.. وغير هذين الكتابين كثير مما يمكن أن نطالعه فيما قاله مفكرون كمارسيل بوازار في كتابه (إنسانية الإسلام) وهنري دي كاستري في كتابه (الإسلام : خواطر وسوانح) ولورا فاغليري في كتابها (دفاع عن الإسلام)…

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>