ردة ولا…


… راعني فعلا مستوى الاستهتار والتجرؤ على القيم والمقدسات الاسلامية التي وصل إليه بعض السفهاء والسفيهات عندنا وما فتئوا يلطخون به صفحات الجرائد اليومية الأسبوعية وكذا بعض المجلات ذات الخط الاستئصالي العلماني الإباحي جدا! جدا… ومع الأسف الشديد فما تمادى هؤلاء السفهاء والسفيهات في غيهم إلا لأنهم لم يجدوا من يوقفهم عند حدهم ويريهم حقيقة فكرهم المريض ومستوى الدركات التي يقعون فيها ويكشف للناس حقدهم على هذا الدين وأهله وهو حقد قديم أخذوا يتوارثونه (صاغراً) عن (صغير) ومازادهم ذلك إلاّ صغاراً ومعرة بين الناس العقلاء من أبناء هذه الأمة.

… لم يجدوا أحداً يضرب على أيديهم الآثمة مما يكتبون وما تخط أيديهم ظلما وافتراءاً على هذا الدين ونبي هذا الدين وأزواجه الطاهرات وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.

… لم يجدوا لا مجالس علمية ولا مؤسسات ثقافية ولادعوية ولامفكرين إلا ما ندر، ومن هؤلاء أخونا وأستاذنا الدكتور ادريس الكتاني -الكاتب العام لنادي الفكر الاسلامي- حيث بعث برسالة لوزير الأوقاف والشؤون الاسلامية بخصوص مانشرته إحدى الصحف الاستئصالية من قذف وكذب وافتراء على نبينا محمد  وزوجاته الطاهرات بما لا يجوز تكراره هنا.. وتلطيخ هذه الجريدة المحترمة به. وفي الحقيقة فرسالة الدكتور الكتاني ينبغي أن تو جه لعموم الشعب المغربي والضمير الحي في هذه الأمة ولكل غيور على دينه وعرضه… وليس لوزارة الأوقاف وحدها.. ولكن ما بيد أستاذنا حيلة وقد اتسعت الرقعة على الراقع وكثر المرجفون حتى أصبح كل تافه وكل مريض أو معتوه فكراً وعقيدة يتجرؤ على المقدسات الاسلامية لهذه الأمة.

وحق لهم ذلك فلم يجدوا من يردعهم أو يوقفهم عند حدودهم أو بالأحرى في بِرَكِهم الآسنة بالفكر الاستئصالي الذي عَفَّى عَلَيْه الدهر ولم يعد يؤمن به إلا أصحاب العقد الفكرية ومرضى العقيدة، والذين لا زالوا يفكرون بعقلية جدار برلين والحرب الباردة!!!

وما بيد أحدنا حيلة سوى هذا الكلام نشهد الله به أننا قمنا بأضعف الإيمان لأننا لا نملك غيره. كما نبرأ لله عز وجل مما يقولون ويكتبون ونشكو لله ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، ونجأر إلى الباري عز وجل حتى ينتقم من هؤلاء السفلة والسافلات، وقد استغلوا هذا الانفتاح واستغلوا سكوت الأمناء على هذا الدين من علماء ومفكرين، استغلوا كل ذلك ليتطاولوا على أسيادهم، وما أظن أن أحدهم يتجرؤ على قذف مقدم حومة أو قائد دائرة أو خفير بالشكل الذي قذف به رسول الله .

هكذا إذن يُطعن في عرض رسول الله وصحابته الكرام وكل رموز هذا الدين من علماء ودعاة وصالحين. ولم يتحرك أحد ولا إدانه ولا هم يحزنون حتى من طرف أعلى المؤسسات العلمية ومن العلماء الذين هم ورثة الأنبياء والمدافعين عن حرمة الدين سكتوا ولميتكلم أحد إلا فيما ندر… وحينها تجرأ السفهاء وغير السفهاء :

فما كانت الحسناء

لتضع خمارها

لو أن بالجموع رجالا

فلو كان هناك رجال ما خلعت خمارها ففسدت وأفسدت البلاد والعباد حتى أصحبت بلادنا -التي كانت في وقت من الأوقات قبلة لطلاب العلم والفضيلة- قبلة لطلاب الملذات والمنكرات.. وأصبحت بعض مدننا المصانة تتسابق مع الزمن لجلب أكبر عدد من السياح الأجانب استعداداً لبلوغ رقم 10 ملايين سائح في أفق سنة كذا.. ولو على حساب أعراض فتياتنا وكرامة أسرنا ومسخ شبابنا حتى أصبح لحم فتياتنا يعرض على موقع خاص على شبكة الأنترنيت أقامه أحد الفاسقين الأجانب ليتلقفه فاسقون  آخرون من بني جلدتنا ليستنسخوه على الأقراص المدمجة فيباع في أسواق درب غلف وغيرها بثمن بخس دراهم معدودة.. وتتناسل الفضائح بعد ذلك كل واحدة تُنسيك في سابقاتها..

ألهذا الدرك وصلت الأخلاق والفضيلة عندنا؟! فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

كل ذلك حدث وسيحدث نتيجة لتفريطنا في هذا الدين والسكوت عن السفهاء والسفيهات وهم يطعنون فيه ويستهزؤون حتى طفح الكيل فأصبحنا نرى ما نرى ونقرأ ما نقرأ مما يُدمي القلوب ويبكي العيون غيرة على هذا الدين الذي ارتضاه الله لنا.

ربنا لا تواخذنا بما فعل السفهاء منا. اللهم إنا نبرؤ لك مما يقولون ونعوذ بك مما يرجفون وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ذ.عبد القادر لوكيلي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>