…ولكن أكثر العلمانيين لايعلمون


لقد تعودنا أن نرى على شاشتنا وبالأخص على القناة الثانية بعض الوجوه التي تكن العداء والكراهية للإسلام، ولكن ذلك الحقد كان دائما مغلفا بمختلف الأغلفة والأقنعة.

 

والغريب هذه المرة أنه بدا ظاهرا للعيان، بل مقززا للنفوس، مؤديا للأسماع، ومثيرا لعاطفة القلوب المؤمنة. فقلت سبحان الله {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد}(الحج : 3). {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير}(الحج : 8).

 

الأمر يتعلق ببرنامج “في الواجهة” لمعدته مليكة ملاك، وضيفتها حرية بورقية : رئيسة جامعة الحسن الثاني، مع مجموعة من الصحفيين. كان الذي أثارني هو سؤال أحد (الصحافيين) رغم أنه لا يصح أن يسمى سؤالا بل مجاهرة بعداء الله ورسوله. وتذكرت قصة الذئب الذي لبس لباس الجدة من أجل أن يأكل حفيدتها. وقلت في نفسي : الذئبأذكى من هذا، عفوا أدهى منه. أو لربما لباس الجدة قد انفلت منه فبدت سوأته في آخر لحظة.

 

يجادل في الله في موضوع شهادة المرأة {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}(الملك : 14). ثم يستخلص بأن المرأة في الإسلام نصف كائن ولم يدرك بأنه أصبح أقل من نصف كائن : {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون. إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا}(الفرقان : 44).

 

ووضع المرأة في الإسلام أوضح من أن يحتاج إلى توضيح {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولائك سيرحمهم الله، إن الله عزيز حكيم}(التوبة : 72).

 

ويزيد في وقاحته وجرأته على هذا الدين قائلا : إن المرأة مُبْعَدَة !! حتى في المسجد، والذي زاد من غيظي جواب الضيفة الذي كان متمشيا مع نسق السؤال ولكن بشيء من التزويق والتنميق!! وصدق الله تعالى إذ يقول : {قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر}.

 

كل هذا لأن علماءنا الأجلاء لايقبلون التوقيع على مؤامراتهم، يحبسون أنفاسهم في صدورهم حنقا لم تنفعهم حيلهم ولا دسائسهم ولا مكائدهم لمحو آخر معقل تبقى من شريعتنا.

 

{قل موتوا بغيظكم، إن الله عليم بذات الصدور} (آل عمران : 129)

فاطمة الفتوحي

 

إني أهيب بكل الغيورين على دينهم، ممن لهم دراية بفن الكتابة أن يتصدوا لهؤلاء المعتوهين المنكوسين على رؤوسهم، فإن المرض إذا اشتد أصبح وباء {والفتنة أكبر من القتل}(البقرة). وإني أخشى على هذه الأمة فتنة تأكل الأخضر واليابس لاقدر الله. والله المعين الحافظ.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>