آيات ومواقف – {وآتيتم إحداهن قنطارا}


قال الله تعالى: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا، أتاخذونه بهتانا وإثما مبينا} (النساء : 20)

” الاسلام متهم حتى تثبت براءته!”، وهذه البراءة لن تثبت مادام الاسلام إسلاما، فالتهمة إذن في الاسلام نفسه، هذا ما تقوله السياسة العالمية بلسان المقال حينا، ولسان الحال أحيانا. وذلك ما أستطيع فهمه واستخلاصه من تلك السياسة التي يصنعها أعداء الاسلام من أهل الكفر والضلال على أعينهم، وإذا ما استعرضنا ما قيل في حق الاسلام وأهله خلال عقد أو عقدين من الزمان، فإننا سندرك حينها حجم التهم الباطلة والدعاوي الظالمة الجائرة، التي تقال ظلما وعدوانا وزورا وبهتانا في حق هذا الدين الحنيف، لأن المطلوب هو عالم كافر على المقاس الغربي، وكم سمعنا عن الإرهاب والتطرف والتخلف…

ثم إن هؤلاء المفترين لم يكتفوا باتهام الإسلام بصفة عامة فصاروا  إلى تجزيئه، ولجأوا إلى مجالات بعينها، مثل مجال المرأة بحجابها المفروض من رب العزة جل جلاله، وواقعها العام في البلاد الإسلامية حيث تم الإقصاء والكبت وظلم المرأة وإضاعة حقوقها وحرمانها من كذا وكذا.. حتى أصبحت المرأة شماعة يعلق عليها الغرب وتوابعه وأذياله كل أباطيلهم ومغالطاتهم. ومادرى هؤلاء المفتونون أن ماوصلت إليه المرأة من حرية، وما أدركته من حقوق لم تستطعه إلا في ظل الاسلام، وتحت راية القرآن، وذلك مالم تحققه في أي نظام آخر : قديم أو حديث.

إن المرأة التي نكصت على عقبها اليوم، وائتمت بأئمة الكفر والضلال، واتبعت مناهج منحرفة باسم الحضارة والتمدن، وتحت شعار الحرية وحقوق المرأة، لا تستطيع أن تقف في وجه الحاكم تنصحه وتقومه وتعارضه، وتقول له : لم فعلت كذا؟ ولم قلت كذا؟ لكنها في ظل الاسلام قالت ذلك، ومارسته بكل تلقائية، وإليك أختي نموذجين :

1- فهذه خولة بنت مالك بن ثعلبة أوقفت أمير المؤمنين على الطريق ومعه الجارود العيدي فقالت : هيما ياعمر، عهدتك وأنت تسمى  عميرا ترعى الصبيان بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سميت عمراً، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية ، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي عليه الفوت. فقال الجارود : قد أكثرت على أمير المؤمنين أيتها المرأة، فقال عمر :دعها أما تعرفها؟ فإنها التي سمع الله قولها من فوق سبع سماوات، فعمر أحق، والله أن يسمع لها. (الاصابة في تمييز الصحابة).

2- قال القرطبي :  خطب عمر] فقال : ألا لاتغالوا في صَدُقَاتِ النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولا كم بها رسول الله . ماأصدق قط امرأة من نسائه ولابناته فوق اثنتي عشرة أوقية، فقامت إليه امرأة فقالت : ياعمر، يعطينا الله وتحرمنا! أليس الله سبحانه يقول : {وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا} فقال عمر : أصابت امرأة وأخطأ عمر، وفي رواية كل الناس أفقه منك يا عمر وفي ثالثة ” امرأة أصابت ورجل أخطأ”(الجامع لأحكام القرآن وسنن ابن ماجة)

إنها امرأة تكلمت وسط الرجال مصوبة رأي الخليفة، فلم يخالفها أحد . فماذا يقول المفترون؟

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>