المحجة تحاور د. أحمد بوعبد الله (اختصاصي في أمراض القلب والشرايين) حول مرضى القلب في شهر رمضان


 

تقديم : إن للقلب أهمية عظمى في جسم الإنسان، فإذا فسد القلب فسد الجسد كله، وهذا ما أكده الحديث الشريف : >.. إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب<(متفق عليه)، فقد جاء هذا الحديث يجمع بين قوة وضعف القلب من الناحية الروحية والنفسية والصحية وهذا الجانب الأخير هو الذي أثارت جريدة المحجة مع الدكتور أحمد بوعبد الله ا ختصاصي في أمراض ا لقلب والأوعية وخريج كلية الطب بباريز.

المحجة : يقول  : >صوموا تصحوا<، انطلاقا من هذا الحديث الشريف، ما هي أهم فوائد الصوم بالنسبة للجسم بصفة عامة وللقلب بحكم اختصاصكم- كعضو له الأثر البالغ؟

الدكتور : الصوم ممارسة استعملت منذ أقدم العصور في الوقاية وفي علاج الكثير من الأمراض بالاضافة إلى استعمالها كعبادة وكطريقة لتزكية النفس والاستعداد للشدائد.والصوم يفيد كل أجهزة الجسم ومن بينها القلب. فهو فرصة للاستراحة والتجدد والتخلص من الكثير من السموم، وانعدام الأكل أثناء النهار يؤدي إلى استراحة الجهاز الهضمي وإلى نقص عملية الاستقلاب وبالتالي إلى التخفيف من عمل القلب. وهكذا تدل الأبحاث على أن الضغط الدموي وعدد دقات القلب ينخفضان أثناء الصيام خصوصا إذا مورس لمدة طويلة، ونقص عمل القلب يؤدي إلى تقويته ويساعده على تحمل العديد من الأمراض.

كما أن الصيام فرصة مهمة لمحاربة الكثير من العوامل التي تساهم في ظهور أمراض القلب، فهو يساهم في محاربة ازدياد الوزن والتقليل من استهلاك الدهون الضارة وهو فرصة مهمة للتوقف عن التدخين وللتحكم في التوتر العصبي بفضل جوه الإيماني الفريد وقوة الارادة التي يوفرها. وتشير بعض الدراسات السريرية إلى انخفاض نسبة الاستشفاءات خلال شهر رمضان عند المصابين بارتفاع الضغط الدموي والمصابين بالدبحة الصدرية، وأن هذه النسبة لا تتغير عند المصابين باحتشاء عضلة القلب. وذوو قصور القلب والأوعية يمكنهم الصوم دون ازدياد خطر تعرضهم للمضاعفات.

المحجة : هل يمكن أن ينطبق ذلك على جميع الحالات سواء الحادة منها أو المزمنة؟

الدكتور : لابد من التفريق بين :

- الحالات الحادة والشديدة والتي غالبا ما تتطلب الاستشفاء أو أخذ الأدوية لمرات متعددة وبالتالي يصعب معها الصوم كحالات قصور القلب الحاد واحتشاء عضلة القلب والذبحة الصدرية غير المستقرة وبعض حالات اختلال نظم القلب، وغالبا ما يستطيع أصحابها القضاء عند تحسن حالتهم.

- والحالات المزمنة المستقرة والتي لا يتناول صاحبها الدواء إلا مرة أو مرتين في اليوم وبالتالي يمكن لأصحابها الصوم خاصة وأنه قد يفيدهم في الكثير من الأحيان، كبعض أمراض الصمامات والذبحة الصدرية المستقرة وارتفاع الضغط الدموي.

وهناك حالات مزمنة وجد متطورة يصعب معها الصوم في رمضان، وغير رمضان  وبالتالي توجب الفطر والفدية لمن استطاع، كبعض حالات قصور القلب المتطورة.

المحجة : “ما خاب من استخار ولا ندم من استشار” كما ورد في الحديث الشريف، فهل يمكن الاقتصار على هذه المعلومات دون الاستشارة الطبية؟

الدكتور : في كل الحالات لابد من الرجوع إلى الطبيب المعالج لاستشارته ويمكن للطبيب في بعض الحالات أن يحدث بعض التغييرات في الأدوية الموصوفة حتى تتلائم مع الصيام فالأدوية المدرة للبول قد تتسبب للمريض في بعض الحرج إذا أخذت وقت المغرب فتمنعه من أداء التراويح أو توقظه بعد النوم، ويمكن في العديد من الحالات اختيار أدوية ذات تأثير طويل المدى تؤخذ مرة أو مرتين في اليوم. وإذا كان لابد من أخذ الدواء مرتين في اليوم وجب أخذه في آخر الليل والتزام سنة تأخير السحور. أما الأدوية المضادة للجلط فلابد من احترام وقت أخذها أثناء المساء. وتشير الدراسات إلى أن الصوم لا يؤثر على فعاليتها.

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>