لئلا يُصابَ العربي المسلم بجنون الذلة والمهانة


بأقلام القراء لخلافة بن هاء

لقد شكّلت قضية “جنون البقر الإنجليزي” مادة دسمة أسالَت لعابَ الإعلام المكتوب والمرئي، المحلي والدولي، حتى غَدَا كل فلاح يُصَاب بهوس شديد وهو يَرْقُبُ بقرتَه أو بقراته، ويُسائِل نفسه : ما معنى جنون البقر؟ ما أعراضه؟ هل بقرتي أو بقراتي مصابة به؟

إلا أن أطرف ما كُتِبَ في هذا الصدد فأراح الضمير وأسرَّ النفس، مقالٌ جميل ومفيد، نُشِرَ بجريدة العلم المغربية (بتاريخ 6 أبريل 1996) تحت عنوان : >جنون البقر من مجون البشر<، وقد وضح صاحبه المقتدر بتفكير سُنَنِي أسباب هذا الوباء بقوله : >إن الذي بدا لي وقد أُخطِئُ كثيراً مثلما أُصِيب قليلا -أن البقر قد جُنَّ لِما شاهده من تصرفات البشر وغوايته وتحلله من جميع القيم إلا قيم البورصة والسوق، مجتمع حافل بالمشردِّين، وبمن لا مورد لهم. ولا مأوىلهم، تراهم حفاة عراة على أرصفة الدروب، مجتمع تفوق فيه دور البغاء الرسمي وغير القانونية عدد الكنائس والأديرة… مجتمع هذه حقيقته، ولا تريدون أن يُصاب بالجنون البقرُ؟<

ثم يتابع كاتب المقال بسرد تجليات مجون أهل المملكة التي لا تغرب عنها الشمس -بريطانيا- بإباحتهم تزاوج الذكران وكذا الخيانات الزوجية للأسرة الملكية المكشوفة المغذية للإعلام التفسيقي. ما أظنك أخي -كاتب المقال- إلا أصبت كثيرا وأخطأت قليلا ولكن، ألا ترى معي أخي أن جل تلك المظاهر التي أوردتها موجودة كذلك بدار الإسلام، فهل من مذكّر؟ ألا يمكن أن يعني هذا التأجج الإعلامي حول القضية هو محاولة فريضية -يهودية لجس نبض دول العالم ودعمها لواهبة وعد بلفور؟

ينضاف إلى كل ذلك ما جادت بها وسائل الإعلام مؤخراً (إذاعة البحر الأبيض المتوسط : نشرة الحادية عشر في الأسبوع الأول من شهر ماي) – بخبر مفاده أن لجنة من “جميعةأطباء الطب المسؤول” بأمريكا تؤكد بأن جميع المعطيات متوفرة لإصابة أبقار أمريكا بالوباء نفسه، ولم لا؟! فالمجون يضرب أعماق المجتمع الأمريكي ويُغَذِّيه الفسوق السياسي كذلك المتمثل في الانحياز الكلي والظالم لإسرائيل ضد العرب والمسلمين.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>