تخويف المسلمين من الإسلام أكبر خدعة جرّت على المسلمين المهالك.


تخويف المسلمين من الإسلام أكبر خدعة جرّت على المسلمين المهالك.

ما زلتُ أتذكر الذُّهُول الذي سيطر على الخائفين من الإسلام، صباح الاعلان عن فوز جبهة الإنقاد الجزائرية بأغلب مقاعد المجالس البلدية، حيث كان النجاح موضوع التعليقات، والتحليلات، وإبداء الآراء حول التوقعات محليا، وإقليميا، وعالميا.

وكل ذلك لم يكن غريبا، لأن وقع المفاجأة فرضه على كل من له أدنى اهتمام بالمسارات السياسية ولكن الغريب هو أن تكون كل المطاعن الموجهة لجبهة الإنقاد ناشئة عن التهمة الكبرى الموجهة إليها، والمتلخصة في حملها لشعارات الاسلام، وتبنِّيها لرسالته مُنْطَلَقاَ وغاية، وحكماً وميزاناً، وعقيدةً ومنهجا، وسياسة وتشريعا…..

ولذلك كانت أكثر المطاعن ورودا على لسان المتخوفين هي أن هؤلاء الفائزين ينادون بشعارات : الفصل بين الرجال والنساء في المسابح والشواطئ، وإغلاق الحانات ونوادي القمار، والملاهي الليلية، وإلزام المرأة بالزي المحتشم في الشوارع والجامعات، وعدم اختلاء الرجل بالمرأة في الإدارات والعيادات والمكاتب، والمؤسسات…. إلى غير ذلك مما كان يُكتب، ويقال، ويذاع.

مطاعن مثل هذه لا تحتاج إلى ردًّ أو توضيح، أو دفاع، أو تحقُّق منها، ولا تدعو إلى العَجَب إذا صدرت عن أعداء الإسلام بالأصالة أو التَّبعيَّة…. ولكن العجب أن تصدر عن مجموعة من عامة الشعب لا يحقدون على الإسلام، ولا يملكون خلفية سياسية مناهضة له، وإنما هم يمثلون الضحيةالكبرى للغزو الفكري الذي تسلل -في غيبة العلم والوعي والدعوة- إلى أغلبية أفراد الشعوب الإسلامية، فعبَّأها ضد الإسلام بدون أن تشعر، ووظَّفها دهاقنة الغزو الاستعماري في مشروعهم الدنيوي العلماني، حيث نجحوا أيما نجاح في جعل الشعوب ترضى بتهميش الإسلام في المدارس، والمساجد والأسر، والشوارع، وترضى بالعزل الظالم للإسلام عن التحكم في التوجيه السياسي والتشريعي والاقتصادي…..

بل أكبر نجاح تحقق لخصوم الإسلام، وساعدهم على النفاذ إلى أعماق التوجيه الفكري، والشعوري، والأخلاقي، هو انقلاب الموازين لدى أغلبية المجتمعات الإسلاميةالمهمشة، حيث أصبحت لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا، إن لم نقل أصبحت تعرف المنكر وترضى به، وتنكرالمعروف وترفضه.

إن الجهل بالإسلام هو العقبة الكبرى في وجه كل تطلع لانطلاق الأمة برسالتها الإصلاحية العالمية، وهو السبب الأكبر فيما يحيق بالشعوب الإسلامية من كوارث، وحروب، وتطاحنات داخلية تأتي على الأخضر واليابس، بل هو الثغرة الكبيرة التي ينفذ منها العملاء ليضحكوا على الشعوب، ويقتلوها إرضاء لأسيادهم الخبثاء.

فماذا جنى الشعب الجزائري الشقيق من انقلاب العسكر على الديمقراطية؟، وماذا ستجني شعوب أخرى تمر بتجارب قاسية؟ ومن المستفيد من الحملات المسعورة المشنونة في الداخل والخارج لتخويف المسلمين من إسلامهم المطل عليهم عبر النوافذ الديمقراطية؟!

يظهر أن الأمة في حاجةٍ إلى زمن طويل من النقاهة الدَّعَوِيَّةِ، والحُقَنِ التعليمية والتربوية لكي تقتنع بأنها تَحْمِل رسالةً لا نظير لها عند أمة من الأمم، أو ملة من الملل، ولكي تقول بملء فيها : الإسلام هُوُيّتي، ورسالتي، وحضارتي، وكُلُّ شيء في حياتي، فكيف أخاف منه، ولَهُ أَعيشُ؟!

جاء في مجلة “المجتمع” الكويتية، -عدد 1116- أن >تي… بي… ارفنج< وهو استاذ في جامعة >تنس< الامريكية زار مسلمي مدينة >جلاجسو< ببريطانيا، فقال لهم في كلمة توجيهية صادقة : >إنكم أيها المسلمون لن تستطيعوا أن تنافسوا الدول الكبرى علميا، أو اقتصاديا، أو عسكريا في الوقت الحاضر على الأقل، ولكنكم تستطيعون أن تجعلوا هذه الدول تَحْبُو على رُكَبِهَا أمامَكُم بالإسلام. أفيقوا من غَفْْلتكم لقيمة هذا النور الذي تحملون، والذي يتعطَّش اليه كل الناس في مُختلف جَنَبَاتِ الأرض، تعلَّمُوا الإسلام وطبِّقُوه، واحْمِلُوه لغيركم تتفتحُ أمامكم الدنيا، ويَدِينُ لكم كُلُّ ذي سلطان، أعْطُوني أربعين شابَّا ممن يَفْهَمُون الإسلام فَهْماً عميقا، ويُطَبِّقونه على حياتهم تطبيقا عميقا، ويُحْسِنون عَرْضَه على الناس، بأسلوب العصر ، وأنا أفتحُ الإمريكتين<

متى تتوفر هذه العناصر الفاهمة الواعية المقتنعة الجاهرة بالرسالة، والصادعة بالحق؟! عِلْمُ ذلك عند ربِّي، ولكنَّ الملامح تُبشِّر بقرب الشروق.

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>