كلمة عابرة تدابير مقترحة لتصفية الأمية


كلمة عابرة

تدابير مقترحة لتصفية الأمية

> أحمد الفيلالي

تتمة لما كنا قد نشرناه فيما يخص حالة الأمية في المغرب وقدرتنا على تصفيتها بإمكانياتنا الذاتية البسيطة في مدة لا تتجاوز سنتين، وذلك في كل من العدد السادس تحت عنوان “المغرب ومحاربة الأمية” والعدد السابع تحت عنوان “قادرون على محو الأمية في سنتين”، ونتحدث في هذا العدد عن الإجراءات اللازم اتخاذها قبل وخلال وبعد العملية النهائية الشاملة لتصفية الأمية، والتي سبق وأن نعتناها بأنها عملية تاريخية.

ستمر هذه العملية بأربع مراحل هامة :

- المرحلة الأولى : وهي مرحلة إعداد البرامج والمقررات للمستويين الدراسيين، وكل مستوى ينبغي مراعاة الجنسين (الذكور والإناث) والوسطين الجغرافيين (البادية والمدينة)، وذلك للاقتراب أكثر من البيئة والحياة اليومية للمستفيدين، حتى تتم الفائدة أكثر وتحصل عملية الفهم والاستيعاب والتعلم بسرعة كبيرة. لهذا فإن عدد المقررات سيصل إلى ثمانية. أما الهيئة التي ستتكلف بإعداد هذه البرامج فينبغي أن تتكون من مفتشي التعليم بكل مستوياته وفي كل المواد ومن أساتذة جامعيين من مختلف التخصصات، على أن يتم تقسيم كل هؤلاء إلى أربع مجموعات، كل مجموعة ستتخصص في صنف من الأصناف الأربعة المستفيدة من هذه العملية وهي : الذكور الحضريون، الإناث الحضريات، الذكور القرويون والإناث القرويات.

- المرحلة الثانية : وهي مرحلة إحصاء وتصنيف المستفيدين، ويستحسن أن تتكلف بهذه المسألة كل من وزارة الدولة في الداخلية والإعلام ووزارة التربية الوطنية، لكثرة أطرهما وللانتشار الواسع لمؤسساتهما ومصالحهما في كل من الوسط القروي والوسط الحضري.

- المرحلة الثالثة : مرحلة تكوين التلاميذ والطلبة الذين سيقومون بمهمة التدريس، وذلك لمدة شهر على الأقل في كل سنة، بالإضافة إلى بعض اللقاءات الدورية التي ستخصص للتقويم والتوجيه. طبعا التكوين سيكون بحسب الأصناف الأربعة المذكورة. ومواد التكوين تتكون من البرامج التي سيدرسونها ثم من مناهج وأساليب تعليم الكبار. أما هيئة التكوين فسيتم تشكيلها من مجموعة من المعلمين والأساتذة والمفتشين.

- المرحلة الرابعة : مرحلة توزيع الحجرات والفصول والحصص على المعلمين، وهذا من اختصاص وزارة التربية الوطنية.

أما من الناحية الإدارية فالهيكلة المقترحة هي على الشكل التالي :

على المستوى المركزي : اللجنة الوطنية لمحاربة الأمية، وهي مكونة من ممثلي جميع الوزارات ومن لجنة برلمانية، ومن نخبة من العلماء الجامعيين…

على المستوى الإقليمي : اللجنة الإقليمية لمحاربة الأمية، ويرأسها السيد العامل وتتكون من جميع ممثلي الوزارات ومن المجلس الإقليمي ومديري المؤسسات التعليمية.

هذا تصور بسيط لما يمكن أن يتخذ من تدابير وإجراءات لتنزيل وتنفيذ مشروع تصفية الأمية ببلادنا. وإنه وكما تبين لأمر هام وفعل بسيط لو توفرت الإرادة والعزيمة.

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>