مستقبل الجناح العسكري لفصائل التحالف الوطني الفلسطيني


مستقبل الجناح العسكري لفصائل التحالف الوطني الفلسطيني

تتميز هذه الفصائل بقوتها السياسية ونفوذها الشعبي، إلا أنها تعاني من ضعف كبير في المجال العسكري عُدة وعددا، لافتقارها للدعم الدولي المادي والمعنوي، بعكس ما هو عليه الأمر بالنسبة لفصائل منظمة التحرير.

وبالرغم من إعلانها الإلتزام بعدم الصراع مع مؤيدي “السلام” وتحريمها للإقتتال الفلسطيني-الفلسطيني، إلا أنه من خلال ما تبين من إصرار قوي لمنظمة التحرير على منع ومواجهة كل من يستعمل العنف مع قوات العدو، فلا شك أنه ستحدث صدامات ومواجهات -لا قدر الله- بين الحزبين في مرحلة الحكم الذاتي، خصوصا وأن “إسرائيل” لن تمنح الإستقلال الكامل للفلسطينيين والسماح لهم بتكوين دولتهم على أجزاء من قطاع غزة والضفة الغربية إلا بعد أن تحصل على تطمينات كافية من أن جذوة المقاومة الفلسطينية قد انطفأت بلارجعة؟

حركة المقاومة الإسلامية “حماس” :

تعتبر “حماس” أقوى التنظيمات المعارضة وأكثرها شعبية، قد تفوق -حسب بعض المراقبين- شعبية حركة “فتح” داخل الأراضي المحتلة وخصوصا في قطاع غزة، وتبرز قوتها الجماهرية في النسبة المائوية العامة من الأصوات التي حصلت عليها في الإنتخابات المهنية والطلابية خلال السنوات الأخيرة والتي تقدر بحوالي 40%. كما أن جناحها العسكري المتمثل في كتائب “عز الدين القسام” قد وَجَّه ضربات قوية في صفوف قوات الإحتلال والمستوطنيين، مما دفع سلطات الإحتلال من إبعاد المئات من قياداتها ونشطائها إلى مرج الزهور في جنوب لبنان.

وقوة “حماس” تتمثل في انتشارها بشكل واضح وقوي في مختلف مناطق الضفة والقطاع. واستراتيجية “حماس” الحالية قبل خروج مشروع الحكم الذاتي حيز التنفيذ هو تأخير هذا المشروع لأطول مدة زمنية ممكنة، ولما لا تعطيل ونسف مشروع السلام من أساسه، إن توفرت لديها الإمكانيات والظروف اللازمة لذلك، وفي هذا الصدد يقول الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قائد مخيم المبعدين في مرج الزهور سابقا : >إن الشعب الفلسطيني يتوق للإنتصارات، وكل فشل يقع فيه أنصار الإتفاق، وكل نجاح تحققه فصائل المعارضة، يزيد من قوة المعارضة -وفي مقدمتها حركة “حماس”- في الشارع الفلسطيني.. إنهم (في الأراضي المحتلة) يقارنون بين نجاحنا في العودة رغما عن إسرائيل، وبين عجز قيادة المنظمة عن إلزام إسرائيل بتنفيذ ما التزمت به لهم في أوسلو<.

أما في ظل سلطة الحكم الذاتي فإن مهمتها ستكون جد صعبة، لأنه سيكون عليها أن تواجه العالم بأسره بشكل غير مباشر والتحالف الثلاثي المقبل بشكل مباشر والمتمثل في قوات الإحتلال وفي الشرطة الفلسطينية في الداخل وقوات الأنظمة العربية في الخارج. ولكن مع ذلك فإن الحركة عازمة على مواصلة نشاطها الفدائي خاصة في المناطق المحتلة منذ عام 1948 وداخل المستوطنات اليهودية.

حركة الجهاد الإسلامي :

رغم ضعف امتدادها الشعبي خصوصا في قطاع غزة، فلقد تمكنت الوحدات العسكرية التابعة لها من توجيه ضربات قاسية للأهداف الإسرائيلية. ولقد عملت الحركة مؤخرا على تشكيل وحدة خاصة بتنفيذ العمليات الإنتحارية على طريقة حزب الله اللبناني، مما سيؤدي لا محالة إلى إلحاق بعض الهزائم بقوات الإحتلال في مرحلة الحكم الذاتي.

إن حركة الجهاد الإسلامي بعلاقاتها الوطيدة بحزب الله اللبناني وبتحركاته ونشاطه العسكري سيصبح في المستقبل رقما لا يستهان به ويحسب له ألف حساب، كما هو واقع الآن، وما إبعاد مجموعة من قيادييه إلى مرج الزهور إلا لخطورة الحركة على نظام أمن إسرائيل، وهذا ما يؤكده التقرير الذي قدمه إيهود باراك رئيس أركان جيش الإحتلال إلى لجنة الخارجية والأمن في الكنيسيت والذي يُشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يركز نشاطاته في المناطق المحتلة ضدمنظمتي حماس والجهاد الإسلامي وأنه سيواصل ملاحقة المطاردين المنتمين للمنظمتين حتى بعد بداية الجيش في الإنسحاب من قطاع غزة وأريحا. تتمة الموضوع في الصفحة: 2 >>>>>

الجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين :

كان في الماضي -أيام الثورة الفلسطينية- للجبهتين جهازان عسكريان نشيطان وقويان هما النسر الأحمر والنجم الأحمر، ولكن هذين الجهازين تعرضا لعدة ضربات شديدة من طرف قوات الإحتلال ومن طرف بعض الفصائل الفلسطينية، مما أفقد التنظيمين عددا لا بأس به من القيادات العسكرية، ومن المقاتلين، كما أن الحركتين لم تجتهدا كثيرا في إعادة هيكلة وترميم جهازيهما العسكري، وهذا ما انعكس على نشاطيهما خلال السنوات الأخيرة، إذ اقتصر عملهما على تصفية بعض العملاء وعلى القيام ببعض عمليات الطعن بالسلاح الأبيض ضد الجنود والمستوطنين الإسرائليين، وذلك بشكل فردي ودون تخطيط مسبق، الشيء الذي أدى إلى اعتقال معظم منفذي هذه العمليات.

وتسعى الجبهتان حاليا من خلال عملهما المسلح المحدود القيام ببعض العمليات المشتركة مع باقي فصائل التحالف الوطني بغية تعطيل تقدم عجلة السلام.

أما في ظل سلطة الحكم الذاتي فلا ينتظر منهما الكثير خصوصا في القطاع والضفة، لضعف انتشارهما فيها شعبيا، بسبب إنحصار العام الذي يَعرفه الفكر الإشتراكي، مما سيدفع بالجهازين العسكريين للقيام ببعض العمليات المحدودة انطلاقا من الأراضي اللبنانية.

أما باقي الفصائل فإن جهازها العسكري كان دائما ومايزال ضعيفا في إمكانياته البشرية والمادية وفي نشاطه العسكري، إذ لم يتجاوز بعض العمليات البسيطة انطلاقا من التراب اللبناني وفي مناسبات محدودة. وأقصى ما يمكن أن تقوم به في المستقبل هو المحافظة على هذا المستوى من العمل العسكري، مع المساهمة ببعض العناصر والمعدات في عمليات مشتركة مع الفصائل القوية سياسيا وعسكريا.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>