جامعة الصحوة الإسلامية في دورتها الثالثة : ما لها، وما عليها.


جامعة الصحوة الإسلامية في دورتها الثالثة :

ما لها، وما عليها.

انعقدت بالدار البيضاء من تاريخ : 5 شعبان 1414 إلى السابع منه، (الموافق 17-18-19 : 1994)

الدورة الثالثة لجامعة الصحوة الإسلامية، التي تشرف على تنظيمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية.

وكان الموضوع المعالج في هذه الدورة هو >مفهوم التسامح في البناء الحضاري الإسلامي<

العروض المقدمة في الدورة:

الدعوة الإسلامية نظام عالمي جديد متجدد -مفهوم التسامح في إطار الرؤية الإسلامية- تسامح الإسلام مع الذات والآخر -التوفيق بين التسامح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- التسامح في الإسلام من خلال الوثيقة الدبلوماسية -مفهوم الوسطية في الإسلام- مقدمة في تأصيل التسامح بين المسلمين- وضعية الأقليات الدينية في المجتمعات الإسلامية -أثر التسامح في فعالية الخطاب الإسلامي- التسامح في الإسلام من أوربان الثاني إلى يوحنا بولس الثاني -الإسلام حنيفية سمحة- الجهاد كدفاع شرعي في الإسلام -الوسطية الإسلامية استقامة والتزام- وسطية الإسلام وتكريمه للإنسان- الإسلام بين سماحة أهله وتعصب أعدائه -ملامح التسامح الإسلامي- التسامح في الإسلام : فلسفة تاريخ -آفاق.

الإنطباعات السريعة حول الإيجابيات والسلبيات :

أ- الإيجابيات :

إن للدورة الثالثة ايجابيات كثيرة نستحضر منها ما يلي :

1- ترسيخ قدَمِها في الدراسات الجادة لقضايا العصر على ضوء الإسلام إذْ أصبحت تقليداً ثابتا في منجزات الوزارة، نرجو أن يتنامى، ويتحسن، ويتفتح على آفاق أرحب.

2- حسن توزيع المحاور المحيطة بالموضوع من جوانبه المختلفة.

3- التركيز على إبراز شخصية المغرب وخصوصية فكره ونظرقه للقضايا من عدة جهات ومعادن

4- إضفاء طابع المرح واليسر والتسامح غالبا، على سير التدخلات والمناقشات، بتحلية مُرِّ القول وصريحه، وتلحيم جسور الحوار المتضاربة أحيانا، وانقاذِ المتورِّط بالتماس حُسْنِ المَخْرَجِ، وركوب مَتْن النُّكتة المناسبة، لتبليغ رسالة احتجاج، أو شبه اعتذار، أو ضبط وتلطيف.

5- حسن التدخل لبعض شباب الصحوة وشيوخها أعاد التوازن الضروري لمنطلَقِ الكثير من العروض، فتحدَّدتْ عدة مفاهيم، وتصحَّحتْ عدة خطابات موجهة، حيث تأكد أن التسامح لا يعني الإستسلام أو التفريط في مقومات الدين من أمر بمَعْروف ونَهْي عن منكر، أو إضفاء العصمة على أحد، أو السَّماح بتعليم الكفر، أو فتح الأبواب للغزو الإعلامي، والإنخلال الخلقي…، وأن الجهادَ حَقٌّ مشروع، وأن خصوم الإسلام والمسلمين لا حق لهم في فرض اجتهاداتهم الفكرية، أو الطَّعْنِ في المَعْلُومِ من الدين بالضرورة لدى المسلمين.

6- التأكيد على إثبات الذات من خلال التسامح الحقيقي بين الحكام والمحكومين، وبين الدعاة من مختلفي المشارب والقطريات، وبين الدول الإسلامية على تباعدها وتباينها لتحقيق النّدِّيّة الرَّاشدة في محاورة الآخر.

7- إنهاء الدورة ببيان ختامي أعطى للدورة بُعْداً سياسيا تمثل في الاهتمام بالقضايا الإسلامية الحساسة، مثل البوسنة والهرسك، وفلسطين، وأفغانستان، والأقليات الإسلامية المضطهدة.

8- اشراك المرأة في العروض والتدخلات والمناقشات، ولا يفوتنا في هذا المقام التنويه بعرض الدكتورة زينب عبد العزيز، >التسامح في الإسلام من أوربان الثاني إلى يوحنا بولس الثاني<، والتنويه كذلك بالأستاذة الشاعرة الشابة “أمينة المريني”، فقد ألقت قصيدة تفيض حماسة وغيرة على الدين ذَكَّرَتنا بأيام صولة الشعر، وعز دولته.

9- حسن تجاوب القاعة مع مختلف العروض والتدخلات : تشجيعا، وتقويما، وتوضيحا، ومناقشة، واستفساراً.

ب- السلبيات :

إذا كان الكمال صعب المنال، فإنه كان للدورة بعض السلبيات، منها :

1- التكرار الكثير لبعض النقط المطروقة في جل العروض.

2- تكثير العروض إلى حد التخمة والإملال أحيانا.

3- محاولة التحريف للحقائق المُسَلَّمة بطريقة مكشوفة أو ملتوية من بعض المشاركين.

4- انعدام التداول للتسيير.

5- عدم افساح المجال في المناقشات والتدخلات لمختلف الشرائح الفكرية.

6- الصرامة المغالية أحيانا في التسيير إلى حد المقاطعة في نصف الكلمة.

7- غياب وجود عدة دول إسلامية لا يمكن تجاوزها عالميا ومحليا ودعويا، مثل : ايران، وباكستان وأفغانستان، وماليزيا، والسودان، والأردن.. مما أعطى للدورة بعداً اقليميا محدوداً.

8- غياب عدة حركات إسلامية تصطلي بنار الظلم والتعصب، مثل : النهضة التونسية، وحماس الفلسطينية، وجبهة الإنقاذ الجزائرية…

9- ضعف خطاب بعض الضيوف المتدخلين.

10- اغفال البيان الختامي لملتمسات المتدخلين في الدورة، مثل التصدي للإصدارات التي تنال من الإسلام بشكل علني سافر، خصوصا وأن بعضها يطبع وينشر ببلادنا.

وبالجملة : فإن الدورة الثالثة لجامعة الصحوة الإسلامية، قد أتاحت الفرصة للتحاور البناء في قضايا تعتبر في غاية الأهمية، مثل : التسامح< الذي كثيرا ما يركبه الراكبون، ويستغله المستغلون لتسخيره في تكريس الهزيمة الحضارية للمسلمين داخليا وخارجيا، وجعلهم ظهورا سهلة الإمتطاء لكل دخيل خبيث، أو عميل يرتزق من دم المسلمين.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>